تسجيل الدخول

"صناعة صحافة الروبوت وتحدياتها" دراسة لباحثين من جامعة البترا

9/18/2018

Share

نشر مركز الجزيرة للدراسات، دراسة علمية بعنوان: "صحافة الروبوت وتحدياتها المهنية والأخلاقية"، أعدها الأستاذ الدكتور محمد نجيب الصرايرة، والباحثة شروق طومار من جامعة البترا. وتتناول الدراسة الاتجاهات الحديثة لأتمتة الصحافة، وما ستقود إليه من تغييرات جوهرية في العملية الصحفية من حيث بنائها، والمسؤولية المنوطة بعناصرها، والأدوار التي من الممكن القيام بها، إلى جانب تأثيراتها على الصحفيين، واللغة الإعلامية، والجوانب المهنية والأخلاقية التي تحكم العمل الصحفي الخوارزمي.
وخلصت الدراسة إلى استنتاجات من بينها أن صحافة الروبوت أصبحت واقعًا يجب التعامل معه، باعتباره ظاهرة لا يمكن تجاهلها أو التقليل من أهميتها، كما يجب عدم المبالغة في الفرص التي تقدمها، أو التحديات التي تفرضها، فما زالت صحافة الروبوت في بداياتها، ويصعب إطلاق أحكام مطلقة بشأن الفرص التي من المحتمل تقديمها، والتحديات التي تفرضها، وأن الاتجاه نحو أتمتة الصحافة سيقود إلى تغييرات جوهرية في العملية الصحفية. كما بينت الدراسة أن المجالات التي تغطيها صحافة الروبوت ما زالت محددة؛ إذ تهيمن على نشاطاتها التغطية الإخبارية المتعلقة ببعض الشؤون المالية، والرياضية، وأحوال الطقس. وهناك توقعات محتملة بأن تتوسع دائرة المجالات التي تغطيها صحافة الروبوت في مجال التغطية الإخبارية.
وتبيّن الدراسة أن العديد من مصادر وسائل الإعلام التي تُظهر حماساً للدور الذي تقوم به صحافة الروبوت، تؤكد أن التوجه نحو استخدام الخوارزميات في العمل الصحفي، لا يستهدف الاستغناء عن الصحفيين، بقدر ما يتيح لهم تقديم نشاط صحفي متميز، من خلال توفير وقتهم للتصدي للقضايا المهمة. كما تؤكد العديد من مصادر وسائل الإعلام التي بدأت باستخدام صحافة الروبوت أن توجهها مرتبط بتقديم خدمة إخبارية لعملائها، مع التطلع لأن تضيف صحافة الروبوت موارد جديدة لهذه المؤسسات.
وتظهر الدراسة أن هناك حدودًا لقدرات صحافة الروبوت، فمن الممكن أن تقوم بدور في المجال الإخباري، لكنها لن تكون قادرة على القيام بالدور نفسه في مجال التحليل، والتحقيق، والاستقصاء. وبدخول صحافة الروبوت مجال العمل الصحفي، من المتوقع أن يؤدي ذلك إلى تحديات في الجوانب المهنية والأخلاقية للعمل الصحفي، حيث تتبدل الوكالة الأخلاقية من الصحفيين البشر إلى الصحفيين الآليين، وهذا يتطلب وضع مواثيق أخلاقية جديدة، تتحمل فيها المؤسسة ما ينتج من أخطاء في الدقة، والتوازن، والشفافية، وما يحصل من تضارب في المصالح وغيرها. وبينت علما بأن الدراسة لم ترصد أي نشاط صحفي حقيقي في هذا المجال في المنطقة العربية، على الرغم من تزايد الاهتمام بها في العديد من الدول، وهذا يدفع باتجاه التنبيه بأخذ التطور التكنولوجي في مجال صحافة الروبوت بجدية أكبر، وفي إطار فلسفة وسياسات واضحة.