ألقت إيمان العكور، المستشارة الإعلامية لمنظمة حظر التجارب النووية، ومقرها في فينا، محاضرة في جامعة البترا، أمام طلبة مادتي التربية الوطنية، والقضايا المعاصرة، بعنوان: "الدور الإعلامي في إبراز مخاطر الإرهاب على الشباب"، بينت فيها أن الإعلام هو السلاح الذي نجابه به الإرهاب وتداعياته المختلفة والمتشعبة، في ظل تأثر المواطن بكم وفير من المعلومات متعددة المصادر، من وسائل إعلام حديث متعدد الوسائط، موضحة أن الإعلام يلعب دورا رئيسا في تحليل الأحداث التي تمر بها المنطقة، ولقد تعدى دوره من أن يكون ناقلا للواقع والحقائق فقط إلى أن يصبح محللا وناقدا للأوضاع، مما يستدعي عرض الحقائق دون مبالغة أو تشويه، وأن تكون المعالجة الإعلامية، ومواجهة الفكر الإرهابي منطقية وعقلانية وموضوعية، وبأسلوب مدروس ومخطط له، وبعيد كل البعد عن الأهواء.
وبينت كذلك أنه في هذه الأيام، وبعد أن صغر العالم، وتوفرت وسائل الاتصال للجميع، صار بإمكاننا متابعة الجرائم السياسية فور وقوعها، والتي للأسف يزداد عددها يوماً بعد يوم.. وأن وسائل نقل الأخبار باتت متنوعة، وتكثر فيها نسبة التشكيك والتضليل.
وقالت في المحاضرة أن عدد مستخدمى الإنترنت فى العالم عام 1997 كان حوالي 70 مليون شخص، بنسبة 1,7 % من سكان العالم، ثم ارتفع العدد عام 2009، وفقا للاتحاد الدولى للاتصالات إلى 1,9 مليار شخص، ليصل العدد هذا العام (2015) إلى 3 مليار شخص، يمثلون 40% من سكان العالم، منهم 135 مليون مستخدم للإنترنت فى العالم العربى. وعلى ضوء ذلك، شهدت السنوات الأخيرة تزايدا ملحوظا فى استخدام الإرهابيين لشبكة الإنترنت، فقد زاد عدد مواقع الإنترنت التي تروج للفكر المتطرف والإرهاب، من 12 موقعا عالميا عام 1998، ليصل العدد الآن إلى 5800 موقع، وفقا للاتحاد الأوروبي، وهذا الرقم يتغير بصفة شبه مستمرة، نظرا لقيام معظم الدول العربية بحجب مواقع الإنترنت الإرهابية، إلا أنه سرعان ما تتغلب تلك المواقع على ذلك الحجب، وتعود لبث سمومها مرة أخرى.
وأوضحت أنه في عالمنا العربي، فقد بلغ عدد القنوات، وفقا لتقرير صادر عن اتحاد الإذاعات العربية، نحو 1320 قناة فضائية عربية، وهو ما يمثل زيادة كبيرة مقارنة بعام 2011، حيث بلغ عددها آنذاك 696 قناة فضائية، كما بلغ عدد الصحف فى الوطن العربى 5050 صحيفة، منها حوالى 300 صحيفة تصدر يوميا، و508 أسبوعيا، و 3758 صحيفة ومجلة تصدر شهريا ودوريا. كذلك فقد بلغ عدد مواقع الإنترنت الإعلامية فى الدول العربية 4 آلاف موقع، منها 2700 موقع باللغة العربية، والباقى بالإنجليزية ولغات أخرى، هذا بخلاف مواقع أخرى حكومية خدمية، ومواقع تسويقية إعلانية، وغيرها من المواقع الإلكترونية غير الإعلامية، والتى وصل عددها إلى ما يقرب 200 ألف موقع، منها 30370 موقعا بالسعودية، و28913 بمصر، و19784 موقعا بالمغرب، و15180 موقعا بالإمارات .
وفي نهاية المحاضرة التي حضرها مجموعة من أساتذة العلوم التربوية في الجامعة، وقدمت لها الدكتورة نرمين غوانمة، بينت أن مكافحة الإرهاب ليست عسكرية بقدر ما هي اجتماعية وثقافية. ويجب إذن العمل على تعزيز حوار الثقافات والحضارات والأديان، في قيم الاحترام المتبادل، في عصر أصبح فيه الإعلاميون «وحدات» من الجيوش النظامية.