الزملاءُ أعضاءَ الهيئةِ الأكاديميةِ والإداريةِ،
أبنائي الطلبةَ،
لقدْ تَشَرَّفْنا بالانتسابِ إلى هذا الصَّرحِ العلميِّ الأكاديميِّ الذي
بات مُمَيَّزًا على مستوى الوطنِ، وكلُّنا يعلمُ أنَّ الجامعاتِ تَتَنافسُ
في مُخْرَجاتِها الَّتي يتحدَّدُ بها مصيرُها، ويتمُّ إدراجُها في
التصنيفاتِ العالميَّةِ بناءً عليها. وأمامَ هذه التَّنافسيَّةِ العالميّةِ
بينَ الجامعاتِ، فقد اتَّضحتِ الرؤيةُ وأصبحَ أمامَنا طريقٌ واحدٌ، وهو أن
نكونَ الأكثرَ تميّزًا على الصعيدِ الأكاديميِّ وجَوْدةِ التَّعليمِ
والبحثِ العلميِّ الذي يُرَكِّزُ على أولَوِيّاتِنا الوطنيةِ، وأنْ تكونَ
جامعتُنا جاذبةً من خلالِ وجودِ بيئةٍ جامعيّةٍ آمنةٍ ونظامٍ إداريٍّ
مُمَيَّزٍ، يوفّرُ السُّهولةَ في إجراءِ جميعِ المعاملاتِ الإداريةِ التي
يحتاجُها منسوبو الجامعةِ من طلبةٍ وأساتذةٍ وإداريّينَ، وأن تكونَ
جامعتُنا كذلك فاعلةً في المجتمعِ المحليِّ وخدمتِهِ من خلال توجيهِ
البرامجِ الأكاديميةِ والكوادرِ البشريَّةِ والبِنْيَةِ التَّحتِيَّةِ
الَّتي تتميَّزُ بها الجامعةُ لخدمةِ بلدِنا العزيزِ.
لقدْ باتَ واضحًا أنَّ تقييمَ الجامعاتِ اليومَ أصبحَ يُقاسُ مِنْ خلالِ
مُخْرَجاتِها البشريَّةِ والبحثيَّةِ، وما تُقَدِّمُهُ من خِدْماتٍ لهذا
الوطنِ العزيزِ. لقدْ حصلتِ الجامعةُ على أرقى الاعتماداتِ العالميةِ
لِمُعْظَمِ تخصصاتِها وكليّاتِها، وبرزتِ الجامعةُ كذلكَ في التَّصنيفاتِ
العالميَّةِ، وارتفعَ مؤشّرُ الجامعةِ البحثيُّ والإبداعيُّ، وازدادَ عددُ
براءاتِ الاختراعِ الْمُسَجَّلةِ باسمِ الجامعةِ، وذلك بسببِ الكفايةِ
العاليةِ لكوادرِ الجامعةِ وتميُّزِ مُخْرَجاتِها، وعمل ِكوادرِها بروحِ
الفريقِ الواحدِ.
ولقد ظهرَ في الوقتِ الحالي تحدٍّ كبيرٌ من نوعٍ آخرَ أمامَ الجامعاتِ
الوطنيّةِ والعالميّةِ، يتمثَّلُ بالفائضِ الكبيرِ من الخريجينَ في بعض
التخصصاتِ التقليديةِ، ما يستدعي إعادةَ النّظرِ في الخُطَطِ الدِّراسيَّةِ
للبرامجِ القائمةِ، ورفدَها بما يُعَزِّزُ الجانبَ الْمَهاريَّ فيها؛ لذا
كانَ لا بدَّ من استحداثِ تخصُّصاتٍ جديدةٍ تركِّزُ على المهاراتِ التي
يتطلَّبُها سوقُ العملِ، وهذا يتطلبُ إجراءَ بحثٍ شاملٍ لتحديدِ احتياجاتِ
سوقِ العملِ. ونأمَلُ أن تتوسَّعَ الجامعةُ في برامجِ الدراساتِ العُلْيا
لتعزيزِ الجانبِ الْمَهاريِّ والبحثيِّ في معظمِ تخصصاتِها الأكاديميةِ، ما
سينعكس إيجابًا على تقدمِ الجامعةِ في التصنيفاتِ العالميّةِ.
وحتى نكونَ الأفضلَ لا بُدَّ منْ وجودِ خُطَّةِ إستراتيجيةٍ واضحةِ
المعالمِ تحدِّدُ موقعَنا الحاليَّ من كلِّ الجوانبِ وما نطمحُ إليهِ،
وترسُمُ الآليةَ اللازمةَ للانتقالِ إلى المواقعِ الَّتي نتطلَّعُ إلى
الوصولِ إلَيْها، ولا بدَّ كذلكَ منْ تحديدِ المعاييرِ الَّتي تتطلَّبُها
التصنيفاتُ العالميَّةُ والعملِ عليها لتحسينِ موقعِ الجامعةِ على الخريطةِ
العالميةِ، وهذا لا يتمُّ إلا بالتخطيطِ السَّليمِ، واتخاذِ القرراتِ
المناسبةِ لذلكَ، وأنْ تكونَ الجَوْدةُ في مؤسسِتِنا ممارساتٍ ملموسةً
يُحِسُّ بها القاصي والداني.
ونسألُ اللهَ عزَّ وجلَّ أنْ يُعينَنا على حملِ الأمانةِ للرُّقِيِّ
بجامعتِنا العزيزةِ لتكونَ في مصافِّ الجامعاتِ المتقدمةِ، من خلالِ جهودِ
كوادرِها الأكاديميَّةِ والإداريةِ، ودعمِ إدارةِ الجامعةِ بالأفكارِ
الإبداعيةِ التي تعودُ بالنَّفعِ على جامعتِنا وجميعِ منسوبيها مِنْ طلبةٍ
وموظَّفينَ.
حفظكمُ اللهُ ورعاكم جميعًا.
أ.د. رامي عبد الرَّحيم