تسجيل الدخول

الأمير الحسن: الفكر المعاصر والانفتاح الفكري والوسطية عناصر بناء ثقافة السلام

10/30/2014

 

Share



أكد سمو الأمير الحسن بن طلال، رئيس منتدى الفكر العربي، أن بناء الفكر المعاصر والانفتاح الفكري، وانتهاج الوسطية، والاعتدال، والتسامح، بدلاً من الانعزال، والتعصب، والانغلاق، والتمترس خلف أفكار لم تعد تصلح لعصرنا الحالي، سيمهد لنا البيئة الصالحة لبناء ثقافة السلام المشترك بين مختلف الأطياف والتيارات والفئات والجماعات
.

 

كما أكد في كلمة - ألقاها رئيس الوزراء الأسبق عدنان بدران نيابة عن سموه - أن التركيز على الهوية الوطنية، وترسيخها بمفهوم الانماء والانتماء، يشكل عنواناً للمواطنة الحقة والمحققة للعدالة، بمعنى المواطنة التي لا تسمح بتهميش أي مكون من المكونات الاجتماعية، وتقف حداً مانعاً أمام التهميش الذي سيؤدي حتماً الى التطرف.

 

جاء ذلك خلال افتتاح أعمال المؤتمر العربي التركي الرابع للعلوم الاجتماعية، تحت عنوان: "الاقتصاد، التعليم والتنمية" الذي التأمت أعماله في جامعة البترا، أن إحدى الوسائل القادرة على بناء المواطنة، هي صياغة مناهج تربوية يقوم عليها الفكر المستنير، وتشجيع الحوار بشتى الطرق، للحيلولة دون اللجوء إلى العنف والقوة.

 

وقال الأمير الحسن يجمعنا مع الأخوة في تركيا الكثير من القواسم المشتركة في منهج التفكير، والرؤية الواقعية القابلة للتطبيق، معربا عن أمله في أن تكون رؤانا، لا سيما في قطاع التعليم، سواء بمراحله العامة أو في التعليم العالي ومخرجاته، في خدمة البرامج الوطنية لدول المنطقة، نحو التحول إلى اقتصاد معرفي وإنتاجي، وتأهيل القوى العاملة تكنولوجياً للتعامل مع الأنظمة الصناعية والإنتاجية، وجسر الفجوة بين التعليم والإنتاج، إلى جانب إيجاد الحلول التي تكفل الارتقاء بالقطاعات الاقتصادية والاجتماعية، وإدامة الروح الريادية: اجتماعياً وثقافياً واقتصادياً، من خلال التركيز على الكفاءة، والمهارات، ورعاية الإبداع، ثم التغلب على محددات المربع الصعب، المربع الأجدى للتعاون الإقليمي لمنطقتنا، مربع الطاقة والتكنولوجيا والمياه والبيئة.

 

وأضاف سموه: "إن المقصود بكل ذلك هو الإنسان، وتعليم الإنسان ليكون حراً بالمعنى الذي يؤكد مسؤوليته في الحفاظ على الحرية، الحرية المسؤولة إزاء الانفلات، والتفلت، والفوضى، وتداعياتها المأساوية التي نشهدها اليوم في القيمة الكبرى: القيمة الإنسانية الجامعة".

 

وتابع: "لقد قلت سابقاً أن التعليم الجامعي لا بد أن يهدف إلى غرس القيم الفكرية في أذهان الطلبة والباحثين، القيم التي تعني: الشجاعة الفكرية مقابل الجبن الفكري، والتواضع الفكري مقابل التكبر والاستكبار الفكري، والتعاطف الفكري بدلاً من الانغلاق فكراً وحساً وشعوراً، والاستقلال الفكري في مواجهة أساليب التكيف الفكري، لصالح أجندات مهما اتسع نطاقها تظل ضيقة وانعزالية، والنزاهة الفكرية لتضييق مساحات النفاق الفكري، وإعادة الاتصاف الفكري بدلاً من غيابه، والمثابرة الفكرية المنهجية للتغلب على الكسل الفكري، وأولاً وأخيراً الثقة بالعقل والبرهان".

 

وقال الأمير الحسن: "إن التعليم والتنمية الاقتصادية هما أهم قضيتين رئيسيتين في البلدان النامية والمتقدمة على السواء، والعلاقة المباشرة بين هذين العاملين تكتنفها إشكالية كبيرة، خاصة بمنطقة الشرق الأوسط، في ظل الأزمة الحالية التي تعصف بالاقتصاد العالمي، وتضرب الاستقرار الاجتماعي، وتزيد من معدلات البطالة والفقر في منطقتنا بالذات".

 

وأشار إلى ما تحدث عنه "الميثاق الاقتصادي العربي" من توسع كمي في التعليم الأساسي والجامعي، وتراجع نوعية التعليم، والعزوف عن التأهيل المهني والتكنولوجي لدى الشباب، مؤكداً أهمية التعلم مدى الحياة، التعلم الذي يبني قدرات الفرد، ويمكنه من إدراك الفرص، والاستفادة من الإمكانات التي توفرها التكنولوجيا للتعلم، في ظل المنافسة المحتدمة بين الكثير من الأمم للوصول إلى معدلات نمو جيدة.

 

وذكر سموه أنه ينبغي ألا يغيب عن البال بأن تعلم التفكير، والتفكير الناقد تحديداً، لا يمكن أن يتم إلا بإصلاحات شاملة، اقتصادية واجتماعية وثقافية، وفي أولوياتها دعم البحث العلمي لغايات التنمية.

 

وقال" "إن تقارير منظمة الأمم المتحدة للثقافة والتربية والعلوم "اليونسكو" خلال الأعوام الماضية، وبيانات البنك الدولي، أشارت إلى ظاهرة غياب الإرادة السياسية الحكومية عربياً؛ من أجل توفير الموارد اللازمة للأبحاث والتنمية، فمعدل ما أنفق على البحث العلمي لا يتجاوز 0.04)  %) من إجمالي النفقات، ومعدل العالم العربي بالنسبة للعلماء والمهندسين والعاملين في البحث والتطوير لا يتجاوز ربع المستوى العالمي، فيما المعدل العالمي يصل إلى 876 عالماً لكل مليون نسمة.

 

وأضاف سموه: "تشكل النفقات الدفاعية العربية 50% من تجارة السلاح في العالم (حجم إنفاق دول الخليج العربي وحدها على التسلح عام 2010 تجاوز 105 مليارات دولار أمريكي، أي بزيادة 11 مليار دولار على عام 2009)".

 

وتابع أن "البلدان العربية تدرب عدداً أقل من العلماء والمهندسين (1 من كل 20 طالباً جامعياً يدرس التخصصات العلمية)، كما ننتج أعداداً أقل من معدلات الإنتاج في العالم من الأبحاث العلمية المنشورة، وكذلك براءات الاختراع والتقنيات المبكرة".